الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد , قال تعالى{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} حقيقة يجب أن نقف عندها ونتأمل ونتعظ ونأخذ الدروس والعبر منه إنه الموت الذي أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بكثرة ذكره بقوله (أكثروا من ذكر هادم اللذات) وها نحن في كل يوم نودع أحد من أهلنا وأحبابنا في كل مكان ومن مختلف الأعمار فالذي عمره أشهر وذاك بالأربعين وآخر بالستين فله ما أعطى وله ما أخذ وكل عنده بأجل مسمى ولا إعتراض على حكم الله وسنته في خلقه وليجعل نهاية لإحلام الإنسان وتطلعاته في هذه الدنيا وليكون ذكرى وعبرة للناس ولابد سيأتي اليوم الذي سيسمع به عن رحيلنا نحن أيظاُ من هذه الدنيا ونذوق طعم الموت كما قال تعالى في الآيه في بداية ألكلمة سنذوقه كما نذوق الحلووالمالح والمر والحامض ( ما أحقرها من دنيا نركض ونسعى من أجلها ثم لا نحصد غير الكفن ما أغباك أيها الإنسان عندما يكون جل همك هذه الدنيا الفانية وهي تمر فينا بسرعة كمر الطير فيا ليتنا نفهمها ونعطيها حجمها كما أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ)
هذه هي الحقيقة التي لا مفر منها وكل منا سوف يلاقيه إنه الموت
لا نريد أن نكدر خواطركم نعم هو كلام مر وتكره سماعها النفوس ولكن هذه هي الحقيقة فيجب أن نقف وننظر نهاية المطاف ونحاسب انفسنا ونزن اعمالنا وأقوالنا , إنهما طريقان لا ثالث لهما إما جنة وإما نار وما هذا العمر الذي نعيشه إلا أرض نزرع فيها ما نشاء من أقوال وأعمال فلينظر أحدنا ما يزرع كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهل يكب الناس على وجوههم في ألنار إلا حصائد ألسنتهم ) ولا يلفظ الإنسان من قول ولا يعمل من عمل إلافي كتاب سوف يراه كما قال تعالى {فمن يعمل مثقال ذرة خيراُ يره (7) ومن يعمل مثقال ذرة شراُ يره} وهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والموت هو المرحلة الأولى من مراحل الآخرة من بعد خروج الروح من الجسد وتبدأ أولى العلامات والناس تختلف أحوالهم في هذه العلامات فالمؤمن تقبض روحه مقرونة بالفرح قال تعالى {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم } وأما الكافرون والمنافقون والمجرمون فقال تعالى عنهم { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } ثم تأتي المرحلة الثانية عندما ينزل الميت في القبر حيث لافراش إلا التراب ويترك نهبا للدود كائنا من يكون لاجيء أو غير لاجيء صاحب وطن أو عدمه لافرق اليوم إلا من حرم الله لحمه على هذه الحشرات ثم يخضع الميت للسؤال قال الرسول صلى عليه وسلم (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى أصحابه عنه إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له:ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فأما المؤمن فيقول:أشهد انه عبد الله ورسوله ,فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله تعالى به مقعدا في الجنة فيراهما جميعا,وأما المنافق والكافر فيقال له :ماكنت تقول في هذا الرجل ؟فيقول لا ادري كنت أقول ما يقول الناس فيقال له لا دريت ولا تليت ,ويضرب بمطارق من حديد فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين (الجن والإنس) رواه البخاري فلنحذر هذا الموقف ونستعيذ بالله من عذاب القبر ثم ـأتي مرحلة البرزخ وهي المدة الزمنية التي يقضيها الإنسان في القبر إلى قيام الساعة قال تعالى {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}وهنا يكون الإنسان إما سعيد في قبره وإما شقي ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده من الغداة والعشي إذا كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ,يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة كما قال تعالى في حق الكافرين {النار يعرضون عليها غدواُ وعشياُ) أي يكون هذا في فترة البرزخ وساعة العرض يكون الأنسان إما ممن يأخذ كتابه بيمينه فرحا سعيد بما كان آمن وعمل به في هذه الدنيا وإما يأخذ كتابه بشماله عبوسا حزينا يتمنى أن لم تكن هناك حياة ثانية وهل ينفع الندم , لا ينفع الندم ولاتنفع الحسرة قال تعالى{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ } والمسلم يجب عليه أن يؤمن بكل ما أخبر عنه الله تعالى من أمور الغيب في القرآن والسنة من بعد الموت وأمور الأخرة قال تعالى { الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} ندعو الله تعالى أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا ومبلغ علمنا وان يهون علينا ساعة الموت وسكراته وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وأن نكون ممن نحسن الظن بالله في ساعة الموت وأن يعيذنا وإياكم من عذاب القبر وان يجعلنا ممن يأخذ كتابه بيمينه وندعو الله تعالى أن يرحم جميع موتانا وموتى المسلمين ويصبر أهلهم وإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين 0
إعداد: ياسر الماضي
هذه هي الحقيقة التي لا مفر منها وكل منا سوف يلاقيه إنه الموت
لا نريد أن نكدر خواطركم نعم هو كلام مر وتكره سماعها النفوس ولكن هذه هي الحقيقة فيجب أن نقف وننظر نهاية المطاف ونحاسب انفسنا ونزن اعمالنا وأقوالنا , إنهما طريقان لا ثالث لهما إما جنة وإما نار وما هذا العمر الذي نعيشه إلا أرض نزرع فيها ما نشاء من أقوال وأعمال فلينظر أحدنا ما يزرع كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهل يكب الناس على وجوههم في ألنار إلا حصائد ألسنتهم ) ولا يلفظ الإنسان من قول ولا يعمل من عمل إلافي كتاب سوف يراه كما قال تعالى {فمن يعمل مثقال ذرة خيراُ يره (7) ومن يعمل مثقال ذرة شراُ يره} وهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والموت هو المرحلة الأولى من مراحل الآخرة من بعد خروج الروح من الجسد وتبدأ أولى العلامات والناس تختلف أحوالهم في هذه العلامات فالمؤمن تقبض روحه مقرونة بالفرح قال تعالى {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم } وأما الكافرون والمنافقون والمجرمون فقال تعالى عنهم { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } ثم تأتي المرحلة الثانية عندما ينزل الميت في القبر حيث لافراش إلا التراب ويترك نهبا للدود كائنا من يكون لاجيء أو غير لاجيء صاحب وطن أو عدمه لافرق اليوم إلا من حرم الله لحمه على هذه الحشرات ثم يخضع الميت للسؤال قال الرسول صلى عليه وسلم (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى أصحابه عنه إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له:ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فأما المؤمن فيقول:أشهد انه عبد الله ورسوله ,فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله تعالى به مقعدا في الجنة فيراهما جميعا,وأما المنافق والكافر فيقال له :ماكنت تقول في هذا الرجل ؟فيقول لا ادري كنت أقول ما يقول الناس فيقال له لا دريت ولا تليت ,ويضرب بمطارق من حديد فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين (الجن والإنس) رواه البخاري فلنحذر هذا الموقف ونستعيذ بالله من عذاب القبر ثم ـأتي مرحلة البرزخ وهي المدة الزمنية التي يقضيها الإنسان في القبر إلى قيام الساعة قال تعالى {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}وهنا يكون الإنسان إما سعيد في قبره وإما شقي ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده من الغداة والعشي إذا كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ,يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة كما قال تعالى في حق الكافرين {النار يعرضون عليها غدواُ وعشياُ) أي يكون هذا في فترة البرزخ وساعة العرض يكون الأنسان إما ممن يأخذ كتابه بيمينه فرحا سعيد بما كان آمن وعمل به في هذه الدنيا وإما يأخذ كتابه بشماله عبوسا حزينا يتمنى أن لم تكن هناك حياة ثانية وهل ينفع الندم , لا ينفع الندم ولاتنفع الحسرة قال تعالى{أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ } والمسلم يجب عليه أن يؤمن بكل ما أخبر عنه الله تعالى من أمور الغيب في القرآن والسنة من بعد الموت وأمور الأخرة قال تعالى { الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} ندعو الله تعالى أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا ومبلغ علمنا وان يهون علينا ساعة الموت وسكراته وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وأن نكون ممن نحسن الظن بالله في ساعة الموت وأن يعيذنا وإياكم من عذاب القبر وان يجعلنا ممن يأخذ كتابه بيمينه وندعو الله تعالى أن يرحم جميع موتانا وموتى المسلمين ويصبر أهلهم وإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين 0
إعداد: ياسر الماضي