الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، إن موضوع تربية الأبناء من أ هم الموضوعات في نجاح الفرد والأسرة والأمة ، فأرجو من الله تعالى أن يكون هذا الموضوع ينفعنا وينفع أهلنا في تربية أبنائهم في جميع الأماكن التي تفرق بها أهلنا ومعلوم أيها الأخوة أن الأنبياء أنما يتلقون دروسهم في التربية من عند الله تعالى الخبير الحكيم الذي خلق الإنسان وهو أعلم بما يصلحه ويقيم أمره ومن أصعب الأمور التي نواجهها في حياتنا اليومية هي موضوع التربية لكثرة أبواق السوء في مختلف مرافق و جوانب الحياة , نحاول هنا أن نبين بعض الدروس النبوية في كيفية تربية الأبناء 0
ألدرس الأول :العقيدة من أهم الأمور التي يجب أن نهتم بها في تربية أبنائنا
العقيدة ولكن بطريقه مبسطه مفهومه تناسب المرحلة العمرية فقد كان عبد الله أبن عباس رضي الله عنه يمشي مع النبي عليه الصلاة والسلام ولندعه يروي لنا الحديث(كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ) ما أعظمه من درس بليغ في العقيدة فكثير من الأباء مع الأسف يجهل أهمية العقيدة في تربية الأبناء ودورها في جعل الطفل مع الله تعالى يتذكره إذا أراد ان يفعل أي شي فهو يراقبه في كل حركاته وسكناته ويزرع فيه القوه والثقة وعدم الخوف الذي يعاني منه أغلب أبنائنا 0
الدرس الثاني:أهمية الصلاة لم يرد في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام في ضرب الأطفال
سوى في الصلاة قال عليه الصلاة والسلام قال( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع وأضربوهم عليها لعشر) مما يدل ذلك على أهمية الصلاة بالنسبة للطفل مع أن سن التكليف في الشريعة يبدأ عند البلوغ وذلك لأهمية الصلاة فهي منهج تربية وتعليم متكامل فهي بأعمالها البدنية تربية للبدن في التعود على النظام والإخاء والمساواة والتعاون وهي في الأصل عبادة لله تعالى وهناك بحوث علميه أثبتت أن الأبناء الملتزمين على الصلاة يكونون أكثر تفوقا في ألدراسة من أقرانهم غير الملتزمين في الصلاة0
الدرس الثالث : الوقاية خير من العلاج من الأمور التي قد يغفل عنها بعض الأباء موضوع الوقاية ولانتذكرها إلاعندما يقع الأبناء في الخطر والمحضور ومن هذه الأمور الوقائية قول النبي عليه الصلاة والسلام (وفرقوا بينهم في المضاجع ) وهذا علاج وقائي للأطفال الذين قد بلغوا سن العاشرة وهو سن يكون الطفل فيه مميزا يفهم كثير من الأمور ومن ضمن الوقاية خير من العلاج
البرامج ألسيئة التي تعرض في التلفزيون ليل نهار بحيث يجب أن يكون التلفزيون والانترنت في صالة البيت وليس في غرف نومهم وكذلك يجب مراقبة الأبناء ومعرفة رفقائهم 0
الدرس الرابع : المحاورة مع الأسف كثير من الأباء مجرد ما يقوم الأبن بفعل خاطيء تنهال عليه
العصا والأحذية من كل جانب فيعكس هذا الأسلوب رد فعل عكس لدى البناء وفي الغالب يزداد عنادا فيخالف في اقرب فرصه سانحة له أما إذا كان هناك حوار وإقناع للأبن فيما يتبادر إلى ذهنه من أفكار خاطئة ستكون النتيجة إيجابيه بالتأكيد فورد في الحديث ان فتى جاء للنبي عليه الصلاة والسلام وطلب منه أن يأذن له بالزنى فأقبل عليه الصحابة رضي الله عنهم فزجروه ووبخوه فما كان من النبي عليه الصلاة والسلام أن يجلسه ويقول له هل تحبه لأمك قال الفتى لا والله قال كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم أتحبه لأختك قال لا والله قال كذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم أتحبه لخالتك لعمتك والفتى يقول لا والله فوضع النبي عليه الصلاة والسلام يده الشريفة على صدر الفتى ودعى له بأن يغفر ذنبه ويطهر قلبه فكان من أصلح الفتيان نرى كم بحاجه نحن اليوم الى هذا الدرس لنعلم أبنائنا عن طريق الحوار والإقناع 0
ألدرس الخامس : العدل في المحاسبة : الناس في محاسبة ابنائم يتفاوتون فمنهم من يفرط في محاسبة أبنائه في كل صغيرة وكبيره ومنهم من يتهاون ولا يحاسبهم ويتركهم وشانهم بداعي الحرية وأنهم أطفال وغير ذلك من الحجج فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يحاسب الأطفال والشباب كل على مقدار درجة خطئه ومدى علمه ونيته و تأثيره فمن ذلك مثلا محاسبته لمعاذ بن جبل رضي الله عنه وهو شاب فكان يصلي بناس فيطيل الصلاة بهم فقال له (أفتان أنت يا معاذ ) فلم يحمله خطئه أكثر مما يحتمل ونلاحظ مثال أخر مع الشاب أسامه بن زيد رضي الله عنه عندما جاء للنبي عليه الصلاة يريد أن يشفع لإمرأة من عشيرة بني مخزوم وهي عشيرة لها مكانتها عند العرب وقد سرقت فطلب من الرسول عليه الصلاة والسلام عدم قطع يدها فغضب النبي عليه الصلاة والسلام غضبا شديدا وقال له أتشفع في حد من حدود الله والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ، لأن حدود الله لايجوز التهاون والشفاعة فيها وهنا يعلمنا النبي عليه الصلاة والسلام دروس العدل في المحاسبة 0
الدرس السادس : الثقة بالنفس عندما نلاحظ الفرق بين أطفالنا وبين أطفال الغرب نلاحظ جانب الثقة بالنفس يميل بفارق كبير إلى أطفال الغرب ويرجع هذا أن الغربيين يعطون أبنائهم فرصه للكلام والمناقشة وأخذ رأيهم في كثير من الأمور أما أبنائنا إذا حاول الكلام فعبارات ألتسكيت وألتصميت هي المعتادة نلاحظ هنا مثال من دروس النبي في هذا الجانب قدم للنبي عليه الصلاة والسلام قدح من لبن فشرب منه وكان غلام جالس عن يمينه وعن يساره كبار السن فقال النبي عليه الصلاة والسلام للغلام أتأذن لي أن أعطيه من على يساري فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فأعطاه النبي عليه الصلاة والسلام اللبن وكان الرسول صلى عليه وسلم عندما يمشي يسلم على الأطفال ولا يتكبر عليهم حاشاه وهذا يعطيهم الثقة في النفس 0
الدرس السابع :الأخلاق والأدب ففي القران الكريم والسنة النبوية من الأداب والأخلاق غابت عن كثير من الأسر أذكر هنا بعض منها منها أدب الإستئذان قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) فهذ أمر من الله تعالى بتعليم الأطفال بذات قبل سن البلوغ في الإستئذان في أوقات الراحة المذكورة في الآية وفي السنة النبوية فقد كان احد الأطفال يأكل مع النبي عليه الصلاة والسلام وكان يداه تطيش في الأكل من كل مكان فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك وهناك أمثله كثيرة في هذا المجال لا يسع المقام لذكرها
الدرس الثامن :العدل بين الأبناء أكثر ما يعاني منه الأباء من أبنائهم مسئلة الغيرة بين الأبناء فيما بينهم والأطفال لديهم حساسية شديدة من هذا الجانب وقد يرجع سببه في طرقة معاملة الأباء لأبنائم من إصطحاب أحدهم دون الأخر أو ملاعبة أحدهم دون الأخر فورد عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله (من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده (يعني الذكر) عليها أدخله الله الجنة )ولما جاءه والد النعمان بن بشير يريد أن يشهده على عطية أعطاها لابنه النعمان قال صلى الله عليه وسلم أأعطيت سائر ولدك مثل هذا قال:لا قال :أتقوا الله وأعدلوا بين أولادكم، فأن هذا من أسباب الجفاء والقطيعة بين الأبناء 0
الدرس التاسع :القدوه وهذا أهم درس يراه الأبن يوميا وبالذات الأباء فأن الأبناء يقلدون أبنائهم في كل حركاتهم وسكناتهم حتى أذا أخطأ الأب وقام الأبن بنفس الخطاء فانه لا يتقبل
النصيحة من أبويه لذلك إن التربية بالقدوة هي من ابرز وسائل التعليم كما قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) فعندما يرى الأبناء ملتزمين بالأداب والأخلاق الإسلامية سيكون تأثيره أقوى من أي كلمة أو نصيحة لأن الأبناء بطبيعتهم يميلون إلى محاكاة الأباء في جميع شؤونهم وخاصة عندما يبر الأباء أبائهم وأمهاتهم يكون له أعظم الأثر في نفوس أبنائه فيتعلمون منهم بر الوالدين وطاعتهم فورد عن النبي أحاديث كثيرة توصي ببر الوالدين فعن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم) ففي أحاديث كثيرة قدم النبي عليه الصلاة والسلام بر الوالدين حتى على الجهاد نذكر منها حديث عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة لوقتها). قلت: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين). قلت: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله).
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إعداد:ياسر الماضي
المصدر
1- من معالم المنهج النبوي في تربية الأبناء د.عادل الشدي
ألدرس الأول :العقيدة من أهم الأمور التي يجب أن نهتم بها في تربية أبنائنا
العقيدة ولكن بطريقه مبسطه مفهومه تناسب المرحلة العمرية فقد كان عبد الله أبن عباس رضي الله عنه يمشي مع النبي عليه الصلاة والسلام ولندعه يروي لنا الحديث(كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ) ما أعظمه من درس بليغ في العقيدة فكثير من الأباء مع الأسف يجهل أهمية العقيدة في تربية الأبناء ودورها في جعل الطفل مع الله تعالى يتذكره إذا أراد ان يفعل أي شي فهو يراقبه في كل حركاته وسكناته ويزرع فيه القوه والثقة وعدم الخوف الذي يعاني منه أغلب أبنائنا 0
الدرس الثاني:أهمية الصلاة لم يرد في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام في ضرب الأطفال
سوى في الصلاة قال عليه الصلاة والسلام قال( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع وأضربوهم عليها لعشر) مما يدل ذلك على أهمية الصلاة بالنسبة للطفل مع أن سن التكليف في الشريعة يبدأ عند البلوغ وذلك لأهمية الصلاة فهي منهج تربية وتعليم متكامل فهي بأعمالها البدنية تربية للبدن في التعود على النظام والإخاء والمساواة والتعاون وهي في الأصل عبادة لله تعالى وهناك بحوث علميه أثبتت أن الأبناء الملتزمين على الصلاة يكونون أكثر تفوقا في ألدراسة من أقرانهم غير الملتزمين في الصلاة0
الدرس الثالث : الوقاية خير من العلاج من الأمور التي قد يغفل عنها بعض الأباء موضوع الوقاية ولانتذكرها إلاعندما يقع الأبناء في الخطر والمحضور ومن هذه الأمور الوقائية قول النبي عليه الصلاة والسلام (وفرقوا بينهم في المضاجع ) وهذا علاج وقائي للأطفال الذين قد بلغوا سن العاشرة وهو سن يكون الطفل فيه مميزا يفهم كثير من الأمور ومن ضمن الوقاية خير من العلاج
البرامج ألسيئة التي تعرض في التلفزيون ليل نهار بحيث يجب أن يكون التلفزيون والانترنت في صالة البيت وليس في غرف نومهم وكذلك يجب مراقبة الأبناء ومعرفة رفقائهم 0
الدرس الرابع : المحاورة مع الأسف كثير من الأباء مجرد ما يقوم الأبن بفعل خاطيء تنهال عليه
العصا والأحذية من كل جانب فيعكس هذا الأسلوب رد فعل عكس لدى البناء وفي الغالب يزداد عنادا فيخالف في اقرب فرصه سانحة له أما إذا كان هناك حوار وإقناع للأبن فيما يتبادر إلى ذهنه من أفكار خاطئة ستكون النتيجة إيجابيه بالتأكيد فورد في الحديث ان فتى جاء للنبي عليه الصلاة والسلام وطلب منه أن يأذن له بالزنى فأقبل عليه الصحابة رضي الله عنهم فزجروه ووبخوه فما كان من النبي عليه الصلاة والسلام أن يجلسه ويقول له هل تحبه لأمك قال الفتى لا والله قال كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم أتحبه لأختك قال لا والله قال كذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم أتحبه لخالتك لعمتك والفتى يقول لا والله فوضع النبي عليه الصلاة والسلام يده الشريفة على صدر الفتى ودعى له بأن يغفر ذنبه ويطهر قلبه فكان من أصلح الفتيان نرى كم بحاجه نحن اليوم الى هذا الدرس لنعلم أبنائنا عن طريق الحوار والإقناع 0
ألدرس الخامس : العدل في المحاسبة : الناس في محاسبة ابنائم يتفاوتون فمنهم من يفرط في محاسبة أبنائه في كل صغيرة وكبيره ومنهم من يتهاون ولا يحاسبهم ويتركهم وشانهم بداعي الحرية وأنهم أطفال وغير ذلك من الحجج فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يحاسب الأطفال والشباب كل على مقدار درجة خطئه ومدى علمه ونيته و تأثيره فمن ذلك مثلا محاسبته لمعاذ بن جبل رضي الله عنه وهو شاب فكان يصلي بناس فيطيل الصلاة بهم فقال له (أفتان أنت يا معاذ ) فلم يحمله خطئه أكثر مما يحتمل ونلاحظ مثال أخر مع الشاب أسامه بن زيد رضي الله عنه عندما جاء للنبي عليه الصلاة يريد أن يشفع لإمرأة من عشيرة بني مخزوم وهي عشيرة لها مكانتها عند العرب وقد سرقت فطلب من الرسول عليه الصلاة والسلام عدم قطع يدها فغضب النبي عليه الصلاة والسلام غضبا شديدا وقال له أتشفع في حد من حدود الله والله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ، لأن حدود الله لايجوز التهاون والشفاعة فيها وهنا يعلمنا النبي عليه الصلاة والسلام دروس العدل في المحاسبة 0
الدرس السادس : الثقة بالنفس عندما نلاحظ الفرق بين أطفالنا وبين أطفال الغرب نلاحظ جانب الثقة بالنفس يميل بفارق كبير إلى أطفال الغرب ويرجع هذا أن الغربيين يعطون أبنائهم فرصه للكلام والمناقشة وأخذ رأيهم في كثير من الأمور أما أبنائنا إذا حاول الكلام فعبارات ألتسكيت وألتصميت هي المعتادة نلاحظ هنا مثال من دروس النبي في هذا الجانب قدم للنبي عليه الصلاة والسلام قدح من لبن فشرب منه وكان غلام جالس عن يمينه وعن يساره كبار السن فقال النبي عليه الصلاة والسلام للغلام أتأذن لي أن أعطيه من على يساري فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فأعطاه النبي عليه الصلاة والسلام اللبن وكان الرسول صلى عليه وسلم عندما يمشي يسلم على الأطفال ولا يتكبر عليهم حاشاه وهذا يعطيهم الثقة في النفس 0
الدرس السابع :الأخلاق والأدب ففي القران الكريم والسنة النبوية من الأداب والأخلاق غابت عن كثير من الأسر أذكر هنا بعض منها منها أدب الإستئذان قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) فهذ أمر من الله تعالى بتعليم الأطفال بذات قبل سن البلوغ في الإستئذان في أوقات الراحة المذكورة في الآية وفي السنة النبوية فقد كان احد الأطفال يأكل مع النبي عليه الصلاة والسلام وكان يداه تطيش في الأكل من كل مكان فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك وهناك أمثله كثيرة في هذا المجال لا يسع المقام لذكرها
الدرس الثامن :العدل بين الأبناء أكثر ما يعاني منه الأباء من أبنائهم مسئلة الغيرة بين الأبناء فيما بينهم والأطفال لديهم حساسية شديدة من هذا الجانب وقد يرجع سببه في طرقة معاملة الأباء لأبنائم من إصطحاب أحدهم دون الأخر أو ملاعبة أحدهم دون الأخر فورد عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله (من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده (يعني الذكر) عليها أدخله الله الجنة )ولما جاءه والد النعمان بن بشير يريد أن يشهده على عطية أعطاها لابنه النعمان قال صلى الله عليه وسلم أأعطيت سائر ولدك مثل هذا قال:لا قال :أتقوا الله وأعدلوا بين أولادكم، فأن هذا من أسباب الجفاء والقطيعة بين الأبناء 0
الدرس التاسع :القدوه وهذا أهم درس يراه الأبن يوميا وبالذات الأباء فأن الأبناء يقلدون أبنائهم في كل حركاتهم وسكناتهم حتى أذا أخطأ الأب وقام الأبن بنفس الخطاء فانه لا يتقبل
النصيحة من أبويه لذلك إن التربية بالقدوة هي من ابرز وسائل التعليم كما قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) فعندما يرى الأبناء ملتزمين بالأداب والأخلاق الإسلامية سيكون تأثيره أقوى من أي كلمة أو نصيحة لأن الأبناء بطبيعتهم يميلون إلى محاكاة الأباء في جميع شؤونهم وخاصة عندما يبر الأباء أبائهم وأمهاتهم يكون له أعظم الأثر في نفوس أبنائه فيتعلمون منهم بر الوالدين وطاعتهم فورد عن النبي أحاديث كثيرة توصي ببر الوالدين فعن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم) ففي أحاديث كثيرة قدم النبي عليه الصلاة والسلام بر الوالدين حتى على الجهاد نذكر منها حديث عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة لوقتها). قلت: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين). قلت: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله).
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إعداد:ياسر الماضي
المصدر
1- من معالم المنهج النبوي في تربية الأبناء د.عادل الشدي