كانت جماعات من بني إسرائيل وهم ذرية أبناء يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام قد
نزحت من بلاد الكنعانيين واستقرت في مصر، وكان
هؤلاء موحدين حنفاء على دين إبراهيم عليه السلام،
بخلاف المصريين الذين كانوا مشركين يعبدون
الأصنام والأوثان. ولما تكاثر بنو إسرائيل في مصر،
خشي الفراعنة أن يكوِّنوا قوة سياسية ودينية خطرة
تنافسهم في حكم البلاد، فعمدوا إلى اضطهادهم
والتنكيل بهم.
ولد موسى عليه السلام في مصر في وقت تعاظم فيه بطش الفراعنة ببني إسرائيل، وشاء الله عزّ وجل
أن يتربى موسى عليه السلام وينشأ في قصر فرعون مصر حتى بلغ أشده )أربعين سنة( وآتاه الله العلم
والحكم والنبوة.
حدث أن قتل موسى عليه السلام مصرياً بالخطأ دفاعاً عن إسرائيلي.
وعندما بلغ فرعون الخبر استدعى موسى، فعلم موسى عليه السلام أن القوم يتآمرون للفتك به عندها
هرب من مصر إلى مدين )جنوب فلسطين(.
وفي مدين وجد موسى عليه السلام الأمان في بيت راعٍ ) 1( مؤمنٍ وقورٍ.
وتوطدت بينهما عرى الصداقة والقرابة، فقد زوج هذا الشيخ الكريم موسى عليه السلام إحدى ابنتيه
بعدما رأى منه القوة والأمانة، ولما طال المقام بموسى عليه السلام في أرض مدين، عزم على العودة إلى
مصر، وما أن أدرك طور سيناء حتى ضلّ موسى عليه السلام الطريق، وهو في حيرة من
لما دنا موسى عليه السلام من موضع النار في وادي طوى سمع نداءً علوياً قال
وهكذا كان ذلك النداء الرباني في طور سيناء إيذاناً ببدء نبوة موسى عليه السلام )كليم الله( وبعث معه
أخاه هارون، تلبية لرغبة موسى وأمرهما بالذهاب إلى فرعون الذي طغى وتجبر.
لبى موسى وهارون عليهما السلام أمر ربهما، وذهبا إلى فرعون وبلغّاه الرسالة الإلهية، وشرع فرعون
يجادل موسى في ربوبية الله
عرض موسى عليه السلام على فرعون ما أوتي من آيات، فقال: أو لو جئتك بحجة دامغة تزيل عنك
الريب والشكوك ؟ فقال فرعون : إذن فآت بها إن كنت من الصادقين، فألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان
مبين، وأدخل يده في جيبه ثم أخرجها فإذا إشعاع ينبعث منها كأنها القمر. رأى فرعون والملأ الضال
من حوله هاتين المعجزتين الإلهيتين، فما انصاعوا للحق بل تمادوا في تكذيب موسى، وزعموا أنه
ساحر عليم، وأنه يريد أن يخرجهم من مصر بسحره ليتملك عليها ثم سألهم فرعون، وهو الذي ادعى
الألوهية وتجبر، بماذا يشيرون عليه، فأشاروا عليه بأن يمهل موسى وأخاه ويبعث في طلب السحرة من
أنحاء مصر، وحدد يوم الزينة موعداً ليتبارى فيه السحرة مع موسى عليه السلام
فشل فرعون في تحدي موسى عليه السلام، وأصر على عناده وتمادى في كفره وراح يُنزل ببني إسرائيل
أنواع الظلم والعذاب من تقتيل لأبنائهم واسترقاق نسائهم، بل إنه تآمر مع بعض قومه على قتل موسى
والخلاص من دعوته، غير أن رجلاً ) 1( من آل فرعون، يكتم إيمانه بالله، دافع عن موسى ونهاهم عن
قتله وقال لهم: لو فُرض أن موسى كاذب فيما يقول ما نالكم ضرر من كذبه، ولو أنه كان صادقاً لأصابكم
بعض الوعيد الذي توعدكم به، ولو أن العذاب نزل بكم فمن يستطيع أن يدفعه عنكم؟ ثم ذكرهم هذا
الرجل المؤمن بما حل من عذاب بأقوام نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم.
وهكذا استجاب الله لدعاء موسى عليه السلام على فرعون وملئه أن يطمس أموالهم ويشدد على قلوبهم
فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.
نزحت من بلاد الكنعانيين واستقرت في مصر، وكان
هؤلاء موحدين حنفاء على دين إبراهيم عليه السلام،
بخلاف المصريين الذين كانوا مشركين يعبدون
الأصنام والأوثان. ولما تكاثر بنو إسرائيل في مصر،
خشي الفراعنة أن يكوِّنوا قوة سياسية ودينية خطرة
تنافسهم في حكم البلاد، فعمدوا إلى اضطهادهم
والتنكيل بهم.
ولد موسى عليه السلام في مصر في وقت تعاظم فيه بطش الفراعنة ببني إسرائيل، وشاء الله عزّ وجل
أن يتربى موسى عليه السلام وينشأ في قصر فرعون مصر حتى بلغ أشده )أربعين سنة( وآتاه الله العلم
والحكم والنبوة.
حدث أن قتل موسى عليه السلام مصرياً بالخطأ دفاعاً عن إسرائيلي.
وعندما بلغ فرعون الخبر استدعى موسى، فعلم موسى عليه السلام أن القوم يتآمرون للفتك به عندها
هرب من مصر إلى مدين )جنوب فلسطين(.
وفي مدين وجد موسى عليه السلام الأمان في بيت راعٍ ) 1( مؤمنٍ وقورٍ.
وتوطدت بينهما عرى الصداقة والقرابة، فقد زوج هذا الشيخ الكريم موسى عليه السلام إحدى ابنتيه
بعدما رأى منه القوة والأمانة، ولما طال المقام بموسى عليه السلام في أرض مدين، عزم على العودة إلى
مصر، وما أن أدرك طور سيناء حتى ضلّ موسى عليه السلام الطريق، وهو في حيرة من
لما دنا موسى عليه السلام من موضع النار في وادي طوى سمع نداءً علوياً قال
وهكذا كان ذلك النداء الرباني في طور سيناء إيذاناً ببدء نبوة موسى عليه السلام )كليم الله( وبعث معه
أخاه هارون، تلبية لرغبة موسى وأمرهما بالذهاب إلى فرعون الذي طغى وتجبر.
لبى موسى وهارون عليهما السلام أمر ربهما، وذهبا إلى فرعون وبلغّاه الرسالة الإلهية، وشرع فرعون
يجادل موسى في ربوبية الله
عرض موسى عليه السلام على فرعون ما أوتي من آيات، فقال: أو لو جئتك بحجة دامغة تزيل عنك
الريب والشكوك ؟ فقال فرعون : إذن فآت بها إن كنت من الصادقين، فألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان
مبين، وأدخل يده في جيبه ثم أخرجها فإذا إشعاع ينبعث منها كأنها القمر. رأى فرعون والملأ الضال
من حوله هاتين المعجزتين الإلهيتين، فما انصاعوا للحق بل تمادوا في تكذيب موسى، وزعموا أنه
ساحر عليم، وأنه يريد أن يخرجهم من مصر بسحره ليتملك عليها ثم سألهم فرعون، وهو الذي ادعى
الألوهية وتجبر، بماذا يشيرون عليه، فأشاروا عليه بأن يمهل موسى وأخاه ويبعث في طلب السحرة من
أنحاء مصر، وحدد يوم الزينة موعداً ليتبارى فيه السحرة مع موسى عليه السلام
فشل فرعون في تحدي موسى عليه السلام، وأصر على عناده وتمادى في كفره وراح يُنزل ببني إسرائيل
أنواع الظلم والعذاب من تقتيل لأبنائهم واسترقاق نسائهم، بل إنه تآمر مع بعض قومه على قتل موسى
والخلاص من دعوته، غير أن رجلاً ) 1( من آل فرعون، يكتم إيمانه بالله، دافع عن موسى ونهاهم عن
قتله وقال لهم: لو فُرض أن موسى كاذب فيما يقول ما نالكم ضرر من كذبه، ولو أنه كان صادقاً لأصابكم
بعض الوعيد الذي توعدكم به، ولو أن العذاب نزل بكم فمن يستطيع أن يدفعه عنكم؟ ثم ذكرهم هذا
الرجل المؤمن بما حل من عذاب بأقوام نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم.
وهكذا استجاب الله لدعاء موسى عليه السلام على فرعون وملئه أن يطمس أموالهم ويشدد على قلوبهم
فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.